أتت فكرة الكتاب إثر تدوين العلوم لحفظها من الضياع، ولتبقى متداولة بين الأجيال، فطالما كان الكتاب منذ القدم مستودعًا لأسرار علم ما، ونورًا يضيء العقول، وبما أن الطفل هو محور حديثنا في هذه السلسلة؛ فسنتناول اليوم موضوع اقتناء الطفل للكتب، ولمَ تحرص كل أسرة على ذلك؟
الطفل بمختلف مراحل طفولته؛ مستكشف صغير لديه فضول كبير حول العالم، فمنذ بداية رحلته الاستكشافية، وقبل إتمامه عامه الأول؛ يتعرف على الأشياء بوضعها في فمه، وعندما يكبر قليلًا يبدأ بإمساكها وتقليبها بين يديه، ثم رميها والتفاعل معها، وعندما يتقن مهارة الكلام يبدأ بطرح الأسئلة عما يجهله.
عند ملاحظة الأم لفضول صغيرها؛ تبادر بفعل كل ما يعينه على اكتشاف العالم بطريقة مرحة، فتحرص على اختيار الكتب التعليمية والقصص المصورة الملائمة لمرحلته العمرية، فيكتشف ويتعلم بعض الأمور، منها:
لمس الأشياء وإمساكها:
للأعمار الصغيرة، باقتناء الكتب ذات الخامات القماشية والرسومات البارزة والألوان الواضحة.
الرسم:
يتعلم الأشكال الأساسية وكيف يكون منها رسومات بسيطة وجميلة، باقتناء كتب تعليم الرسم، ومحاكاة ما فيها.
التلوين:
يتعرف على الألوان وأسمائها وطريقة اختيارها ونواتج دمجها وضمها في مجموعات بشكل متناسق وجميل، باقتناء كراسات تعليم التلوين.
الكتابة والقراءة:
يتعلم الحروف ونطقها ورسمها وكيف يمسك القلم ويكتب، باقتناء كتب تعليم الكتابة، والتدرب عليها.
الحساب والعد:
يتعرف على الأرقام وأشكالها، والعمليات الحسابية المختلفة، باقتناء كتب تعليم الأرقام والحساب.
الانفتاح على العوالم المختلفة:
يتعرف على عالم: (الحيوان، الطيور، الفضاء، النباتات)، ويتعلم أسماءها، ومواطنها، وألوانها، وأشكالها.
كما يتعرف على قدرة الله في الكون وعظمته:
من خلال تعرفه على أطرافه وأعضائه ووظائف كل عضو، كما يتعلم عظمة خلق الله في هطول المطر من السماء وخروج النبات من البذرة التي تغرس في الأرض، باقتناء الموسوعات العلمية المصورة التي توضح كل ذلك.
التعرف على ثقافات الشعوب:
يتعرف على الشعوب في مختلف دول العالم، وحرفها وصناعاتها المحلية، باقتناء كتب الحِرَف اليدوية والصناعات.
الاختراعات وتاريخ نشأتها:
يتعرف على: مخترع (الكاميرا والطائرة والسيارة)، باقتناء كتب الاختراعات ومشاهدة رسوماتها التوضيحية.
المهارات الحياتية والأخلاق:
فيتعلم المهارات الحياتية: كالترتيب والنظافة الشخصية والتخطيط، كما يتعلم الأخلاق الحسنة: كالصدق والأمانة باقتناء القصص المصورة والمقروءة التي تلامس واقعه بشخصياتها فيقتدي بها.
وفي الختام، تتمثل أهمية الكتاب للطفل في كونه بوابة للعالم الواسع، وعليه كان اقتناؤه للكتاب بمساعدة أسرته خير معين في تربيته وتنشئته وتعليمه، ودليلًا مرشدًا له في رحلته للاستكشاف.
سلسلة طفلي يقرأ – (١) طفلي والقراءة
هي لحظة سعيدة تلك التي يمسك فيها الطفل كتابًا يقلبه بين يديه، ويتفاعل مع ألوانه ورسوماته المرحة.
فهل القراءة ضرورية للأطفال؟ تابع معنا.