سلسلة طفلي يقرأ – (١) طفلي والقراءة

قراءة الكتب بأنواعها المختلفة سواءً كان الكتاب ورقيًا أو رقميًا طالما كانت مهمة لتوسيع مدارك الإنسان وإشباع رغبته في تحصيل علم من العلوم، يفتح القارئ كتابًا فيغوص في أكوان العلوم ويسبر أغوارها، وقد تكون القراءة تسلية للنفس فالكتاب خير صديق يخفف من التوتر والضغط الناتج من سرعة حياتنا المعاصرة.

فمن كتابنا القرآن الكريم تعلمنا أخبارًا وقصصًا لأقوام وأمم، ومن فوائده نهلنا شفاء وحكمة ودينًا هو نجاتنا في دنيانا وعند لقاء ربنا.

وبما أن لبنة الإنسان الأولى توضع من طفولته فعلينا بناء أساس متين لهذا الإنسان الصغير وتوجيهه ليكتمل نموه العقلي واللغوي والنفسي، ولا يكون ذلك إلا بالقراءة، فهل القراءة ضرورة للأطفال؟ ولماذا أعلم طفلي القراءة؟ سنتناول هنا قراءة القصص كمثال وأهميتها للطفل، وفوائدها في بناء شخصيته وتطور مهاراته.

المحصلة العلمية:

القراءة تزيد من محصلة الطفل العلمية سواء كان في سن المدرسة أو قبلها فيتعرف من خلالها على: كلمات جديدة، وأشكال وألوان وأماكن جديدة من خلال الرسومات في الكتب المصورة والجمل القصيرة، بالإضافة إلى تجارب جديدة.
فعند قراءة الطفل لقصة عن الحيوانات مثلًا فسيتعرف على: أسمائها وأنواعها، وأماكن معيشتها، وألوانها، ماذا تأكل؟، ويقارن ماذا رأى منها في محيطه، وكذلك أنواع القصص الأخرى.

مهارة لغوية:

يتمكن الطفل من خلال قراءة القصص من التعرف على أشكال الحروف، نطقها السليم بعد تهجئتها ويتحقق هذا الأمر بالتكرار مرة بعد أخرى، كما تصحح القراءة للطفل ما قبل المدرسة النطق السليم للحروف، ورويدًا رويدًا سيكتسب المزيد من الكلمات الجديدة وسيتمكن من استخدامها في حياته اليومية.

مهارة الحوار:

الحوار بين شخصيات القصة وكذلك بين الطفل ووالديه حول القصة أثناء تصفحها وقراءتها تكسبه مهارة الحوار ومع الوقت سيسأل عما يثير فضوله دون تردد، وسيجيب عن الأسئلة المطروحة بكل ثقة.

تعزيز واكتساب القيم:

تعزيز الأخلاق الحسنة لدى الطفل الصغير من خلال اطّلاعه على قصص متنوعة؛ فمن قصص الأنبياء يتعلم: الصدق والأمانة والصبر، ومن قصص الحيوانات يتعلم: المثابرة من النمل، وستر العورة من الغراب، فتترسخ القيم لديه.

كما قد تتغير عادات وسلوكيات لدى الطفل بمجرد تصفح وقراءة قصة مصورة فيثير بطل القصة إعجابه ليرتبط به ويقتدي بأفعاله حتى يمارس سلوكه الحسن لذا كان اختيار الكتاب عاملًا مهمًا في تعزيز قيم الطفل الإسلامية، فكما تؤثر الألعاب الإلكترونية والأصدقاء على تكوين شخصية طفلك وميوله، فكذلك القصص.

الرسم:

قد تكشف ألوان القصص المبهجة ورسوماتها عن مهارة الرسم والتلوين لدى طفلك، فتجدينه يرسم شخصيته المفضلة ويلونها، ومنها يتعرف الطفل على الألوان والأشكال، وسيحس بالثقة والسعادة لممارسته مهارة جديدة.

خيال واسع:

بعد إثرائه بالمفردات الجديدة وتعريفه على عوالم جديدة يصبح الطفل قادرًا على نسج قصة من خياله وستجدينه بعد مضي وقت من استيعابه لقصته المصورة يحاول سرد القصة عليك أو على أقرانه ويدخل فيها أحداثًا جديدة وشخصيات من خياله، فمن خلال قراءة قصة خيالية أو تصفح موسوعة مصورة عن الفضاء مثلًا يتخيل الطفل بيئة الفضاء، وقد يتساءل: ماذا لو ذهب إلى الفضاء هل يمكنه العيش هناك؟

التجربة والخبرة:

تساعد القراءة الطفل بالتفاعل مع محيطه في الحديقة والمتحف والمكتبة ومدينة الألعاب بقراءة اللافتات وعناوين الكتب، ومعرفة أسماء المرافق، ويزيد ذلك من اعتماده على نفسه وتزداد ثقته بقدراته، فخبرته نابعة من اطلاعه وقراءته للكتب.

استثمار الوقت:

بتعليم الطفل القراءة؛ يمكن للطفل بجانب زيادة معلوماته أن يقضي وقتًا ممتعًا في عمل مفيد بعيدًا عن شاشات الأجهزة الإلكترونية التي أصبحت مطلبًا أساسيًا في حياته.

ختامًا ليس فيما سبق دعوة للبعد عن التكنولوجيا ونبذها وإنما دعوة لربط الطفل بالقراءة للكتاب بنوعيه: الورقي والرقمي وتحقيق فائدة أكبر للطفل، واستثمارًا في نموه العقلي واللغوي والنفسي، ليكتمل بناء فرد منتج ونافع في المجتمع.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *